بدأت القصة عند فتاة عربية مسلمة توشك أن تودع الطفولة وتتلمس المراهقة (15 عاما) تدعي « رايوف الحميدي » تعيش في ألمانيا؛ حيث قامت بإرسال خطاب إلي مؤسسة « يونيكود » بمقرها بكاليفورنيا المسئولة عن وضع نظام رقمي عالمي موحد للرموز التعبيرية المستخدمة في الانترنت والتليفون المحمول، والتي من بين أعضائها شركات « آبل »، « أي بي إم »، « مايكروسوفت »، « جوجل » وعشرات الحكومات وغيرها، وقدمت رايوف فيه اقتراحا ملحقا بتفسير علمي وعملي، وألحقت به عددا من الرسومات.
حيث طلبت إضافة هذه الرسوم لاختياراتها بالنسبة للرموز التعبيرية أو « الايموشنز » علي تطبيق « واتس آب » لتتناسب مع فتاة مسلمة مثلها ترتدي الحجاب وكذلك لغطاء الرأس الذي يرتديه البعض في الدول الإسلامية، وخاصة أن هناك نحو 1.6 مليار مسلم يمثلون 25٪ من تعداد سكان العالم، وهو ما لاقي استحسان مؤسس منتدي « ريديت » الشهير الأمريكي « أليكس أوهانين »، والذي دعمها كثيرا بدءاً من مساعدتها لتكتب صياغة لاقتراح بشكل رسمي صحيح وتبعث به للمؤسسة مجددا.
فكانت ردة فعل المؤسسة شجاعة وذلك في ظل الموجات المتصارعة ضد كل ما هو إسلامي وخاصة الحجاب والنقاب، وارتباط ذلك بالمخاوف المتصاعدة من الإرهاب، في الوقت الذي تدعو فيه بعض المنظمات السياسية إلي اتخاذ مواقف متشددة ضد المسلمين وكل ما يتعلق بهم إلي حد ترحيلهم حتي وإن كانوا مواطنيين في هذه البلاد، ولكن يونيكود دعمت الاقتراح الذي جاء تفصيليا مصحوبا بالصور في نحو سبع صفحات كاملة، وطرحته للمناقشة عبر الانترنت بالتواصل مع صاحبته التي أظهرت قدرا كبيرا من اللباقة والحكمة عندما قالت « الحجاب ليس مجرد ملبس، ولكنه جزء لا يتجزأ من حياة المرأة المسلمة ».
وعلق أوهانين بدوره « هناك الكثير من النساء المسلمات في العالم من اللواتي يرتدين الحجاب، وقد يبدو الأمر تافها للبعض، ولكنه مختلف عندما تري نفسك علي لوحة المفاتيح في جميع أنحاء العالم، إنه شيئ حقا رائع »، وبسرعة شديدة وخلال أيام اكتسب هذا المشروع اهتماما عالميا؛ وبعيدا عن ردات فعل البعض علي شبكات التواصل الاجتماعي، فقد دعمه الكثيرون من مختلف جنبات الكرة الأرضية وذلك بحسب ما ذكرته البي بي سي والتي أعلنت عن أن يونيكود ستناقش مع المعنيين بواتس آب، بل وأيضا تويتر، وإن تمكنت من إقناعهم فستكون هذه الرموز متاحة للمستخدمين بدءا من العام القادم.