-تحت إيقاع الطبول والمزاميز وبحضور لافت للمواطنين ورواد الثقافة والفن الشعبي الأصيل انطلقت مساء أمس الجمعة ببلدة أولاد يانق بقرقنة فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان القلة الذي يعد محطة جديدة مضيئة في مسار الأرخبيل المليئ بالدرر والمزارات الثقافية والذي تسعى احتفالية صفاقس عاصمة للثقافة العربية للترويج له والتعريف به على اوسع نطاق.

وإلى جانب الجماهير الغفيرة التي غصت بها ساحة ملعب كرة القدم بأولاد يانق ، تميز حفل افتتاح التظاهرة بمواكبة اعلامية لعديد القنوات التلفزية التونسية والاجنبية وممثلي الصحافة الوطنية والجهوية الذين توافدوا الى الجزيرة في إطار قافلة اعلامية ، نظمتها صفاقس عاصمة للثقافة العربية ، للتعريف بما يكتنزه التراث المادي واللامادي في أرخبيل قرقنة ، من خلال فقرات المهرجان.

قلة الامكانيات المادية للمهرجان الذي لم يتعد عمره الثلاث سنوات لم تمنعه من صنع الحدث وتجميع المواطنين باعداد غفيرة واكبت « حوار الزكرة والطبل » ، حوار استعراضي تداولت على
تأثيثه تحت تصفيق الجماهير ، ثلاث فرق فلكلورية ، هي فرقة سرسينا بقرقنة وفرقة النجوم الخمسة بدوز وفرقة الفنون الشعبية بتطاوين.

ويضيئ مهرجان القلة مسار الارخبيل ، بما يقترحه على جمهوره هذه الصائفة من فقرات متنوعة، تبرز عمق التراث المادي واللامادي للجزيرة وتجمع بين العروض الموسيقية الأصيلة والفعاليات
التنشيطية الاستعراضية والندوات الفكرية والمعارض وزيارة المواقع الاثرية ، على غرار موقع برج الحصار ومتحف العباسية.

وتستاثر آلة الطبل باهتمام المنظمين في هذه الدورة ، حيث تخصص لها ندوة فكرية يشارك فيها عدد من المختصين في التراث الموسيقي كما استاثرت هذه الالة المتجذرة في ذاكرة ووجدان
اهالي الجزيرة وعديد المناطق الاخرى من الجمهورية بحيز هام من عروض كرنفال الافتتاح والتي برز استعمالها من قبل الفرق الفلكلورية المشاركة بشكل خاص..

واختارت هيئة المهرجان بالتنسيق مع صفاقس عاصمة للثقافة العربية كذلك ان تولي اهتماما خاصا بالعرس التقليدي القرقني ، حيث نسقت جملة من الفعاليات الاحتفالية والفرجوية التي
تجسم مراسم هذا العرس على غرار « قفة البحر » الذي تغادر فيه مجموعة من القوارب الشراعية التقليدية اليابسة ، لتعود اليها محملة بجهاز العروس و »الهروب » وهو حفل زفاف العروس وخروجها
من بيت الأب الى بيت الزوج