تتواصل ضمن مشروع تعاون تونسي ايطالي حول « استعمال طرق قائمة على الطبيعة للحد من الانجراف الساحلي » دراسة مواقع لاختيار افضلها لانطلاق تجربة نموذجية لاستزراع المعشبات البحرية في جزيرة جربة، وفق ما اعلنت عنه الباحثة والجامعية بكلية العلوم بصفاقس لبنى بودية.
وأفادت الباحثة لدى مشاركتها في ملتقى علمي حول « التنوع البيولوجي بوادي اجيم وبحيرة بوغرارة » نظمه الاحد بجربة اجيم نادي تيبازا لانشطة الغوص والرياضات البحرية باجيم ان تجربة استزراع المعشبات البحرية اثبتت نجاحها في عدة بلدان من العالم وهي الاولى في تونس
وتتمثل هذه التجربة النموذجية بجربة، وفق بودية، في اخذ معشبات من موقع يسمى موقع متبرع يكون في وضعية سليمة ثم اعادة زراعتها في موقع اخر فقد اعشابه
وقد انهى المشروع التونسي الايطالي مرحلته التشاورية المعمقة وتحديد 5 مواقع سيتم اختيار موقع وحيد منها بعد زيارات للمواقع واخذ عينات منها حتى شهر سبتمبر لتبدأ بعدها عملية الاستزراع التي تتطلب عدة دراسات معمقة.
وتعتبر هذه التجربة النموذجية بمثابة مخبر حي لاجراء البحوث والقيام بالتجارب وهو ما يتطلب ضرورة انخراط مكونات المجتمع المدني والبحارة للمساعدة في نجاح هذه التجربة وحماية الموقع، وفق بودية.
وذكرت المحاضرة ان خليج قابس الذي يمتد من الشابة وراس كودية الى السواحل التونسية الليبية يحتوي على اكبر غابة للمعشبات البحرية في المتوسط تقدر بحوالي 16500 كلم مربع اي ما يمثل ما بين 20 و30 بالمائة من مساحة المعشبات البحرية بالمتوسط والتي بها 25 بالمائة من الكائنات البحرية والى جانب ذلك تمثل المعشبات البحرية من اعشاب وطحالب محضنة للكائنات البحرية بها تتغذى وتنمو وتتكاثر اضافة الى توفيرها كميات هامة من الاكسيجين لذلك يسمى خليج قابس برئة البحر الابيض المتوسط.
وابرزت اهمية الدور الايكولوجي للمعشبات البحرية بخليج قابس وفي الحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية السواحل من الانجراف وتعديل تحمض مياه البحر وتقليل التعرض للامراض وتصفية مياه البحر وتثبيت الرواسب مع تخزين الكربون، مشيرة الى المخاطر التي تتهدد هذه المعشبات ومنها التغيرات المناخية او انشطة بشرية كالصيد بالجر والتلوث ووجود كائنات غازية وغيرها .
واشار الى ان خمس الطيور المائية او اكثر توجد بجزيرة جربة مستعرضا وجود عدة انواع من الطيور بجربة ومنها ابو ملعقة بين 50 و70 بالمائة في جربة ووجود 15 الف من طائر النحام الوردي بها وعدة انواع اخرى تؤكد اهمية المنظومة البيئية بالجزيرة وتواصل وجود ثروة سمكية رغم انها ليست بمناى عن التهديدات والاخطار البشرية والطبيعية حسب رايه وان كانت هي المنظومة الافضل من غيرها في كامل البلاد .
وجاء تنظيم هذا الملتقى الذي تميز بمشاركة مهمة لمكونات المجتمع المدني وللبحارة لبحث حلول للمشاكل البيئية التي تهدد بحيرة بوغرارة وخليج قابس في اطار النشاط البيئي لنادي تيبازا الذي قام في مرحلة سابقة بتجربة زراعة الاسفنج ليواصل مبحثه في مجال التحسيس والتفكير الجماعي من اجل البحث عن الحلول لمشاكل وادي اجيم وبحيرة بوغرارة مع مختصين وباحثين في المجال من اجل استعادة التوازن البيئي والثروة السمكية في ظل تهديدات التلوث والصيد العشوائي وعدة تدخلات بشرية طرحت عدة اضرار، وفق سمير بن حريز عن نادي تيبازا.
ويذكر ان نادي تيبازا لانشطة الغوص والرياضات البحرية بجربة اجيم المحدث منذ سنة 1997 يهتم بمجالات رياضية وثقافية وبيئية تمكن ضمن نشاطه الرياضي من الحصول على عدة تتويجات والقاب وطنيا في السباحة والتجذيف وثقافيا يعمل على اعادة مهرجان الغوص فيما عمق في المجال البيئي البحث في المشاكل البيئية لاستعادة الثروة السمكية والحد من التلوث البحري.