البث الحي

الاخبار : أصداء ثقافية

livre

قراءة في كتاب الاعلام العربي الراهن مقالات ودراسات للاعلامي فيصل القاسمي بقلم الاستاذ منير شقشوق

نلتقي اليوم حول كتاب الصديق الاعلامي فيصل القاسمي كتاب اختار له صديقنا عنوان الاعلام العربي الراهن مقالات ودراسات وهو كما جاء في العنوان   مجموعة من الدراسات حول الاعلام بلغت ستة وعشرين دراسة لكل منها تقريبا ثلاث صفحات انطلقت من سنة 1935 الى سنة 2014 مما يجعل تلك الصفحات الثلاث بعضها يؤرخ وبعضها ينظر وبعضها يقارن وبعضها يرصد وبعضها يطرح الحلول والبدائل لكن جميعها يتفق على أن صاحبها يتقن لعبة المزج بين جميع تلك اللحظات فعند الحديث مثلا عن تاريخ اذاعة صفاقس جاء المقال مكتضا بالتواريخ وباسماء المؤسسين والاذاعيين و جاءت  الصورة الفوتوغرافية مآزرة للحظة التاريخية كما جاء واقع المؤسسة ماضيا وحاضرا يقول : »وتسعى هذه المؤسسة الآن الى مواكبة العصر والثورة التونسية »

فمن يبحث عن لحظة ولت سيجدها مبثوثة في تلك الصفحات ومن يسعى خلف التعرف على واقعها ومشاغلها وتطلعاتها سيجد ذلك ايضا مبثوثا في تلك الصفحات ….بهذا المزج الذكي جاءت معظم تلك الصفحات الثلاث لهذا لم يُخضعها صاحبها الى ترتيب معين .

اضافة الى هذا مثل الكتاب هواجس كل اعلامي يرفض التقليد ويؤمن بالاضافة والابداع لذا نراه يرحل من مسالة الى أخرى وكل مسالة لاتقل أهمية عن صاحبتها بل هي هاجس كل اعلامي يرفض الموت ويؤمن بالحياة  فالطفولة حاضرة بقوة في تلك الصفحات كما نجد الصورة الاشهارية ايضا ونجد تجارب الآخرين كما نجد الثقافة هاجسا لاتخل منه صفحة من صفحات الكتاب ولم يغفل الكتاب ان يجمع بين مقالاته انجازات الثورة الاتصالية وما أحدثته من هزات في عالم الاعلام منحت المستعمل على حد تعبيره  « فرصة لصنع وسيلة اعلام خاصة سهلة الانتشار ورخيصة التكلفة وتتميز بالتنوع الاعلامي على شكل نص او صوت او صورة او فيديو » وهذ ما اصطلح عليه الكاتب ب »الاعلام الجديد  » الذي يجعله مقابلا لما اصطلح على تسميته » بالاعلام القديم  » وهنا كالعادة تتداخل تلك اللحظات ( التاريخ والرصد والاستشراف )  فتحضر الحروف المتحركة لغوتنبرغ لترحل بنا  كما جاء في الكتاب » الى عالم الفايس بوك وتويتر وماي سبيس وفليكر واليوتيوب والبلاك بيري والووتس اب والتانقو والفايبر ناهيك عن الصحافة الالكترونية »وبين هذا وذاك يقدم الكاتب اهم اللحظات التي مر ويمر بها الجديد والقديم ويطرح سؤالا ربما تبادر لذهن الجميع وهو  » الاعلام الجديد والقديم …صراع ام استمرارية ؟لكنه كالعادة  لا يقف عند  حد السؤال بل يستكمل لحظة الاستشراف بطرح الجواب اذ يقول مثلا « يوفر الاعلام التقليدي أرضية خصبة للاعلام الجديد .. » ويضيف ايضا « أصبح الاعلام التقليدي في وقتنا الحالي يعتمد بدرجة اكبر على الاعلام الجديد « وبذلك يلتقي الجديد بالقديم او التقليدي في ابهى لحظات اللقاء .التقاء او قل هو انصهار حول الكتاب من كلمته الاولى  » الاعلام المرئي والمسوع …الى كلمته الاخيرة الاعلام العربي »في  أشبه بالموجة العاتية التي لانستطيع ضبط حدودها ودرجاتها لاننا كلما اقتربنا منها انحلت الى موجات صغرى وكلما اقتربنا من موجة من موجاتها وجدنا انفسنا امام ذات الموجة  العاتية صحيح ان الكاتب لم يصرح باسمها لكنه اشار اليها في اكثر من موضع انها ببساطة هاجس كل اعلامي بل كل انسان فوق هاته الارض « الاعلام الحر النزيه المستقل  » هاجس اكتسح كل لحظات الكتاب فلايخل فصل من فصول الكتاب من الدُنو منه او مداعبته بغضب الكلمات وليس بعذبها  فقد جاء في القسم الثاني  مثلا « ولم تنقل الاذاعة التظاهرات السياسية فقط انذاك بل نقلت مباشرة المهرجان الذي اقيم بمناسبة الفية المعري سنة 1953″ وجاء في الفصل الثامن « الشعب العربي يتعرض في الوقت الحاضر لغزو ثقافي مستمر ومكثف تؤازره قوى غربية لها اهدافها الخاصة بها وقدر كبير من القيم والافكار التي يحملها هذا الغزو مستهجنة وغير سليمة من المنظور القومي العربي « وجاء في الفصل الحادي عشر « فبينما كان الانترنت منفعة عامة جعلت منه وكالة الامن القومي ومقر الاتصالات الحكومية سلاحا في خدمة المصالح الخاصة غير ابهين بحرية الاعلام ولا بحرية التعبير ولا حتى بالحق في الخصوصية « ويضيف في الفصل التاسع عشر « فاذاكانت الدساتير العربية والخطابات الرسمية تتضمن ما يكفي من التنصيص على حرية الاعلام ولا تتناقض مواردها مع المادة 19 من الميثاق العالمي لحقوق الانسان فان المنظمات الحقوقية والنقابات الصحفية والممارسين والمدونين والناشطين يشكون ان اقلامهم واصواتهم يتم خنقها من حين لاخر « 

انه القلق البناء او السؤال الذي يجب ان يكون وهو الحيرة التي بدونها لايمكن ان يكون للانسان وجود حيرة كل زمن وكل مكان فمن منا لايتوق الى اعلام مستقل حر ونزيه. لكن الكاتب لايكتفي بالحيرة بل يقدم الحلول ايضا عملا بمبدء المزج بين اللحظات الذي جعله منهاج كل فصول كتابه  .فيطرح سؤالا ربما طرحه الكثير من الاعلاميين قبله وهو كيف نصنع برنامج ما؟ فيأتي الجواب مقلقا لذاته ومربكا لكل اعلامي انه تعب وعنت الاعداد والبحث والتقصي والكتابة والجرءة في طرح السؤال والخوف من تلقي الصدمات فيتحول البرنامج في نهاية المطاف الى جزء من ذات الاعلامي وذاك هو شرط النجاح  وهذا في الحقيقة ليس بغريب عن صديقنا فيصل فهو شاعر ويعرف حقيقة الكلمة الجسد والكيان .

 ثم يأتي سؤال آخر قريب من الاول لكنه اشد وطأة على الجميع وهو كيف تكون اذاعيا متميزا ؟ولتحقيق هذا التميز يقدم صديقنا عصارة نضجه الذاتي وتجربة أكثر من عشرين سنة في ميدان الاعلام يقدمهما لكل مبتدء  و صديق وربما يجعلهما أمامه مرآة تذكره  بذاته التي التزم ان يكون ان نسي أو اراد أن ينسى …ومن هاته الالتزامات ( اتقان اللغة العربية –الثقافة العامة –سرعة البديهة –الابتعاد عن الغرور –تطوير النفس –الموهبة –الابتعاد عن التقليد الاعمى –الجرءة –حب العمل –كتمان اسرار العمل ….)

أخيرا يمكن القول أننا مهما حاولنا الالمام بكل جوانب كتاب صديقنا فيصل فإننا لن نستطيع ذلك بحكم ما تحتويه تلك الصفحات الثلاث لكل باب وفصل من عمق وانفتاح على كل ما يمكن ان يمثل هاجس الاعلامي او الانسان العادي وبذلك يمكن اعتبار تلك الفصول اضافة ايجابية في ميدان التنظير للفعل الاعلامي الذي نحن بحاجة اليوم الى  أن يترفع عن عوالم الابتذال و يرتقي لمرحلة الابداع.

 ومع هذا غابت في الكتاب صفحات وددت لو كانت متوجة لهذا العمل القيم وهي مسألة اللغة العربية في وسائل الاعلام وهي مسالة اراها مهمة جدا خاصة في ظل هذا الاستهتار الاعلامي باللغة العربية الفصحى وتعويضها باللغة الدارجة الملفوفة ببعض اللغات الاجنبية

                                                الاستاذ    منير شقشوق livrelivre

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مدونة-سلوك

الميثاق1

ذبذبات الإرسال

bloggif_572a564c32bce

تابعونا على اليوتيوب

stock-vector-photo-and-video-icons-87698977

حالة الطقس

طقس اليوم

المعهد الوطني للرصد الجوي

فيديو

podcast widget youtube