تجمع عشرات الشباب، أمس السبت بمنطقة المحمدية من ولاية بن عروس بإحدى البنايات، للتعبير عن تذمرهم من تعطل أشغال بناء دار الثقافة بالمنطقة، وعدم توفير سلطات الإشراف لفضاءات يلجؤون إليها لممارسة أنشطتهم الإبداعية.

وفي حركة رمزية أطلقوا عليها اسم « حل الباب »، توجه عشرات المبدعين الشبان (فتيات وفتيان) إلى بناية مهجورة كائنة بالقرب من فضاء دار الشباب، وعبروا بأساليب فنية مختلفة عن افتقار المنطقة لفضاء ثقافي يحتضنهم، ويمارسون فيه هواياتهم.

ولم يكن اختيار هذه البناية المهجورة، اعتباطيا، بل أرادوا أن يعبروا عن احتجاجهم بأسلوب فني راقٍ، حيث تحمل هذه الحركة مقاصد عديدة، منها إبلاغ رسالة مفادها « تجرد الشباب من إنسانيتهم في غياب الفنون والثقافة، حتى أضحوا كأنهم جزء من هذه البناية المتروكة والمهملة، أما هم فقد يتركون للفراغ وقد يقع البعض منهم في فخ وحشية الإرهاب بسبب التصحر الثقافي بالمنطقة وإهمال سلطات الإشراف »، وفق ما عبر عنه المخرج السينمائي الشاب أشرف الهمامي، وهو أيضا أحد المبادرين بإطلاق حملة « حل الباب ».

يقول أشرف في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء إن هذا التحرك يعود إلى تعطل أشغال بناء دار الثقافة بالمنطقة، بعد انتظار طويل ناهز 8 سنوات، مضيفا أن المنطقة تشهد تصحرا كليا للثقافة، « حتى إن الأنشطة الثقافية تقتصر على برمجة رديئة في المهرجان الصيفي ولا تمت بصلة إلى الفعل الثقافي ».

وقام الشباب المحتجون بتدوين عبارات على الجدران الخارجية لهذه البناية تنبه إلى « خطورة تهميش الثقافة والمبدعين »، مذكرين بما تضمنه الدستور الجديد في فصله 42 الذي يكرس الحق في الثقافة. ودعوا في هذا السياق، إلى الإسراع بتوفير فضاء بديل يمكن من صقل مواهب اليافعين والشبان، محذرين من وقوع بعض الشباب في شباك الانحراف والإجرام والحملات التكفيرية.

كما قدم المشاركون في هذه الحملة، وأغلبهم من التلاميذ والطلبة، لوحات مسرحية مرتجلة وأخرى راقصة شدت إليها أنظار المارة الذين عبروا عن دعمهم لهذه الحملة ومساندة منظميها.

ويأمل المشاركون في حملة « حل الباب » الإسراع في عملية بناء دار الثقافة، ليعودوا إلى ممارسة هواياتهم، والمشاركة في مختلف المسابقات الثقافية الجهوية والوطنية.
جدير بالذكر أن مشروع إنجاز دار الثقافة بالمحمدية، انطلقت أشغاله مطلع العام الحالي، ويقام على مساحة 4318 مترا مربعا وبتكلفة تناهز 1800 مليون دينار.