بعد انقطاع دام لستة اشهر فرضته جائحة كورونا يعود اليوم الثلاثاء15 سبتمبر 2020، أكثر من مليونين و215 الف تلميذ الى المدارس والمعاهد بشكل تدريجي في ظرف صحي استثنائي ووسط اجراءات وقائية مشددة للحيلولة دون تفشي الفيروس خاصة بعد تسجيل ارقام قياسية في عدد المصابين يوميا.
عودة مدرسية بطعم خاص وأجواء يشوبها الحذر والخوف من عدو خفي يتربص بالجميع ولا سلاح ينفع في مجابهته غير كمامات على الوجوه وتباعد مفروض على الكبار والصغار وماء وصابون او مطهر لتعقيم الايادي .. عودة الضرورة الملحة لتدارك ما فات من تحصيل علمي لا يمكن غض الطرف عنه .. هي ايضا عودة الاكراه تُلزَمُ فيها وزارة التربية واطارُ التدريس والاولياء جميعا على كبح لهفة الأطفال والشباب لمعانقة اصدقاءَ ومدرسين لم يروهم منذ أشهر طويلة وهي فترة فراق اجباري لم يعتادوا عليها .
العودة المدرسية سترافقها اليوم حملة وطنية مشتركة للمراقبة الصحية بين وزارتي التربية والصحة تستهدف المدارس الابتدائية والإعدادية والمعاهد الثانوية بمختلف الجهات، ويؤمنها أعوان إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط وإدارة الطب المدرسي والجامعي بوزارة الصحة والمصالح المختصة بوزارة التربية.
وضمانا للتباعد الجسدي يعود التلاميذ الى مقاعد الدراسة بصفة متدرجة اذ يلتحق اليوم تلاميذ السنوات الاولى ابتدائي والسابعة اساسي والاولى ثانوي .. يوم الاربعاء سنوات الثانية ابتدائي والثامنة اساسي والثانية ثانوي .. يوم الخميس سنوات الثالثة ابتدائي والتاسعة اساسي والثالثة ثانوي .. يوم الجمعة سنوات الرابعة ابتدائي والرابعة ثانوي ويوم السبت سنوات الخامسة والسادسة ابتدائي وستكون الفصول مقسمة الى فوجين باعتماد نظام الدراسة يوما بيوم عبر التناوب بين الافواج ولن يتجاوز عدد التلاميذ الحاضرين بقاعة الدرس الواحدة 18 تلميذا بعد ان كان معدل عددهم يصل الى 38 تلميذا.
ورغم البروتوكول الصحي التي اعتمدته وزارة التربية الا انها تواجه تحديات كبيرة لطمأنة مئات الالاف من الأسر التونسية، التي ينتابها القلق بشأن مخاطر العدوى بهذا الفيروس في ظل الاوضاع الكارثية التي تعيشها المدارس العمومية ..