« أيام قرطاج المسرحية في كل معتمدية » هو شعار الدورة 17 لهذه التظاهرة المسرحية التي تحاول ترسيخ مبدأ اللامركزية الثقافية باعتباره شأنا وطنيا أساسيا »، ذلك ما أعلن عنه مدير أيام قرطاج المسرحية، الأسعد الجموسي خلال لقاء إعلامي أولي انعقد يوم الخميس بتونس العاصمة.

وأوضح الجموسي أن هذه التظاهرة ستنطلق في الجهات، لأول مرة، بداية من 9 أكتوبر القادم وتستمر هناك على امتداد أسبوع سيخصص « للافتتاحات الجهوية » التي وصفها بالمهمة. وسيكون الانطلاق الرسمي لفعاليات أيام قرطاج المسرحية يوم 16 أكتوبر على الساعة الرابعة بعد الزوال بالعاصمة لتتواصل إلى غاية يوم 24 من الشهر نفسه.

وأضاف أن « الدورة 17 ستسعى إلى ربط المركز بالمحيط وذلك ضمن استراتيجية ترنو إلى تحقيق مزيد انتشار الأعمال المسرحية بمختلف الجهات، فضلا عن تشبيب جمهور المسرح من خلال استقطاب التلاميذ وتشريكهم في عملية الحوار ومناقشة الأعمال التي يشاهدونها، إلى جانب تنظيم لقاءات تجمعهم بالمسرحيين المشاركين » على حد تعبيره.

واختارت الهيئة المديرة لهذه التظاهرة تنظيم منابر فكرية تجمع عددا من المختصين في مجال المسرح لتسليط الضوء على مواضيع أساسية من ضمنها ربط الصلة بين المسرح والحقوق والحريات والوضع المادي للعاملين في مجال المسرح وبحث الحلول الممكنة والأطر القانونية اللازمة لحماية حقوق المؤلف والمبدع، بحسب المصدر ذاته.

وبمناسبة عقد الدورة 17 سيتم تقديم « إعلان قرطاج لحماية المبدعين في المناطق التي تشهد حروبا » وهو إعلان شرعت هيئة المهرجان في إعداده بالتعاون مع ممثلين عن المجتمع المدني ستقدمه للحكومة من أجل السعي الى تسجيله لدى هيئات منظمة الأمم المتحدة في شكل مشروع إعلان دولي يهتم بحماية الفنان زمن الحروب وفي الوضعيات الصعبة، وفق ما أفاد مدير الدورة.

وأعلن الجموسي عن بعث موقع إلكتروني لأيام قرطاج المسرحية يكون بمثابة منصة ديناميكية تحتوي على سوق للإبداعات المسرحية، وتتيح التقاء المنتجين والمسوقين وتمكن القائمين على المسارح والمهرجانات والمهتمين بالشأن المسرحي التونسي والعربي والإفريقي من الاطلاع على الأعمال المشاركة والقيام بعمليات الحجز وغيرها.

وعن الأعمال المشاركة في الدورة 17 لأيام قرطاج المسرحية، ذكر مدير المهرجان أن حوالي 67 عملا تونسيا من جميع الأصناف (30 للعموم و14 للأطفال و8 أعمال من مسرح الرقص، و6 من صنف الحكواتي و7 أعمال للهواة) و29 عملا مسرحيا عربيا فضلا عن 18 عملا من أوروبا و(9) من بلدان أخرى تم انتقاؤها لتعرض خلال هذه التظاهرة.

وأعلن الجموسي عن برمجة مسرحية « حكايا حكماء الصحراء » يوم 10 أكتوبر بقفصة و »خطيئة النجاح » التي تعد عملا مشتركا تونسيا/سوريا تشارك فيه الفنانة السورية أمل عمراني يوم 13 أكتوبر بسوسة على أن يكون جمهور الفن الرابع على موعد مع مسرحية « العيشة منامة » خلال سهرة الإفتتاح بتونس.

وتجدر الإشارة إلى أن المعطيات التي تم تقديمها خلال هذا اللقاء الإعلامي « تعتبر ملامسة أولى للخطوط العريضة لما ستحتويه أيام قرطاج المسرحية من محاور » حسب ما أفاد به مدير المهرجان الذي أضاف أن المعطيات النهائية ستقدم خلال ندوة أخرى ستلتئم في الأيام القادمة.