تنظم جمعية التربية البيئية بالحمامات الدورة السادسة لمهرجان القوارص يومي 25 و26 فيفري الحالي، بالتعاون مع المركز الثقافي الدولي وبلدية الحمامات والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بنابل.

ويشتمل برنامج الدورة الحالية على فقرات متنوعة تتضمن معارض وندوات ولقاءات تنشيطية. وتمثل هذه التظاهرة فرصة لرواد المهرجان للاطلاع على الموروث الثقافي والاجتماعي والبيئي لفلاحة القوارص بالحمامات، وذلك من خلال تنظيم معرض يبرز « السانية » التقليدية بالمنطقة ومنظومة الري التقليدي لأشجار القوارص، إلى جانب التعريف بأنواع القوارص وفن المشاتل، وتقطير الزهر وغيرها من الأنشطة المتصلة بمنتوج القوارص.

وتنتظم لفائدة الفلاحين مائدة مستديرة بعنوان « التصرف في فائض صابة القوارص » سيحتضنها المركز الثقافي الدولي بالحمامات. أما زوار المهرجان فسينتظم لفائدتهم معرض لبيع منتوجات القوارص بأسعار تفاضلية.

وتهدف هذه التظاهرة إلى التعريف بالموروث المحلي لفلاحة القوارص والتحسيس بأهمية إحيائه لدى السكان والسياح وصناع القرار، بالإضافة إلى تثمين القوارص والتقاليد والمهن المرتبطة بها.

وتعدّ القوارص من أهم مكونات الموروث الفلاحي بالجهة، وعنصرا أساسيا ساهم في نحت الهوية المحلية، وقد نشأ هذا الموروث وتطور عبر العصور بفعل عدة عوامل منها الظروف الطبيعية الملائمة وخبرة ومهارة الفلاحين المحليين في شتى التقنيات الفلاحية السقوية. وساهم العثمانيون والأندلسيون الذين استقروا بالمدينة في القرن السادس عشر في تطوير هذا الموروث الفلاحي، إلا أنه أصبح مهددا بالتهميش والاندثار جراء التطور السياحي والزحف العمراني والمضابات العقارية وندرة المياه وعدم تحسيس المواطن بأهمية القطاع الفلاحي.
تجدر الإشارة إلى أن المساحة الجملية لغابة القوارص بالحمامات قد تراجعت بصفة ملحوظة خلال السنوات العشرين الأخيرة، من قرابة 1050 هكتارا سنة 1999 إلى ما بين 420 و 450 هكتارا حاليا.