لاشك ان انظار الجميع كانت وما زالت مشدودة الى امريكا نتيجة ما شهدته العاصمة واشنطن من أحداث وفوضى لمنع الكونغرس الامريكي من المصادقة على هزيمة ترامب وفوز بايدن بالرئاسة.. أصيب العالم بالذهول فامريكا ظلت في نظر كثيرين عنوان الديمقراطية والانتقال السلمي للسلطة .. لكن ما جرى هز بعنف وعمق هذه الصورة .. والحقيقة انه لا يمكن لاحد ان ينكر ان الديمقراطية الامريكية عريقة وقوية لان ما يجمع الامريكيين هي المؤسسات والقانون فهم من كل جنس وعرق.. والحقيقة ايضا ان دونالد ترامب عرّى الواقع الامريكي وليس فقط البارحة فقد اعاد الى الاذهان طبيعة المجتمع الامريكي المنقسم في عميق اعماقه .. ولا ادل على ذلك من حصول ترامب على اصوات 70 مليون امريكي يؤمنون بنهجه في العنجهية والغطرسة وعقلية الكاوبوي وسحق كل مخالف لهم في الراي والعقيدة.
لا شك ان ما حدث من غزوة غير مسبوقة لمبنى الكابيتول مقر مجلسي الشيوخ والنواب لن يوقف عملية نقل السلطة وستتماسك المسيرة الانتخابية الامريكية في النهاية .. لكن الشرخ حدث في واشنطن واذا ما تحرك انصار ترامب خارج العاصمة اي في الولايات فان الامور ستاخذ منحى آخر قد يتسبب في مواجهات مسلحة ربما يرغب فيها ترامب في قرارة نفسه ليتسنى له انزال الجيش وهو القائد الاعلى للقوات المسلحة..
ما حدث امس يجب ان يوقظ من يرى في امريكا راعية المبادئ السامية في العالم كله .. فهناك مبادئ سامية في عديد المجتمعات والاديان والعرقيات والالوان.. ومن خرج من جلده يوما عليه ان يعود لقيم سامية في مجتمعه .. وكعرب ومسلمين لدينا من المبادئ السامية والقيم في ديننا وفي عرفنا وفي اخلاقنا ما يستوجب ان نتمسك بها ونعمل على منهاجها..