أكد عدد من ضحايا ما بات يعرف بـ « أحداث الرش » بولاية سليانة، التي جدت في نوفمبر 2012، في شهاداتهم المعروضة خلال جلسة الاستماع العلنية لهيئة الحقيقة والكرامة المنعقدة مساء امس على مطالبة الدولة بتقديم الاعتذار للمواطنين المصابين وللولاية بأكملها، ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب أحداث الرش والمسؤولين عن إعطاء التعليمات باستعمال الرش في قمع الاحتجاجات الاجتماعية في تلك الفترة. و عرضت الهيئة بالمناسبة تقريرا مصورا عرضت فيه نتائج تحقيقات قامت بها وحدة تقص و أجرت دراسات بالستية في الغرض واستمعت إلى الضحايا والفاعلين السياسيين وقتها.
من بين الشهادات المقدمة تلك التي قدمها شقيق الضحية حمدي البراري الذي اصيب من قبل عون أمن أطلق عليه الرش من نافذة سيارة أمنية على بعد خمسة أمتار وقد أدت الإصابة إلى استئصال العين اليسرى بعد تعفنها و العين اليمنى مهددة بفقدان البصر وقد أثر ذلك على حمدي البراري الذي انقطع عن الدراسة، ورفض العودة الى تونس وانقطعت أخباره كليا عن عائلته بسليانة منذ 2016 بعد أن استقر بفرنسا وغادر مقر إقامته هناك الى وجهة غير معلومة على ّحد تعبير شقيقه.
الضحية سعاد طعم الله أفادت أنها تعرضت إلى الإصابة بالرش رفقة ابنتها صابرين السلامي عندما كانتا في طريقهما من منزلهما إلى المخبزة في الحي بعد انتهاء كل مؤونتهم. واستنكرت الشابة المزاولة لدراستها الجامعية غياب رد الاعتبار لها ولوالدتها وعدم التعويض لهما ولكل ضحايا الرش في سليانة أما والدتها فكان مطلبها المحاسبة ولا شئ غير المحاسبة رغم ظروفها الاجتماعية الصعبة
وفي شهادة عدد من المسؤولين بالدولة في الفترة من 2011 إلى 2013، اكد وزير الداخلية الأسبق علي العريض ورئيس الحكومة حمادي الجبالي ووالي سليانة آنذاك أحمد الزين المحجوبي، في جلسة الاستماع إن الاحتجاجات في تلك الفترة كانت تستهدف الدولة في شخص الوالي وإنها كانت أحداث عنيفة ومبرمجة ردا على محاولات القضاء على الفساد، و حاول المحتجون استهداف الدولة والإطاحة بالحكومة وفق تعبيرهم و بينما شدد العريض ان التدرج في استعمال القوة وقع احترامه ..اكد الوالي عدم استشارته في استخدام الرش.
و ينتظم هذا اليوم في سليانة تجمع عمالي بمناسبة الذكرى الخامسة للاحداث و سيحضرها الامين العام للاتحاد العم التونسي للشغل نور الدين الطبوبي
