المرأة نصف المجتمع » ليست مجرد مقولة او شعار، المراة تقود اليوم مجتمعات بتوليها لاهم المناصب في كل المجالات، ولاهمية دورها في تحقيق التنمية في كافة القطاعات، هي الشريك والمنافس للرجل في سعيها لتقديم الافضل للبلاد ولاثبات ذاتها »، اليوم، يوم 08 مارس، تحتفل على غرار بلدان العام بيومها العالمي لتثبت من جديد انها على عهدها في تحقيق التنمية والأمن والاستقرار.
الوكيل أول لطيفة الدريدي، مثال على ما يمكن للمراة ان تحققه خدمة للوطن، فهي أول امرأة على المستوى الوطني التى تنجح في تقلد مسؤولية رئيس مركز حرس مرور ميداني بولاية سليانة، منصب سعت وعملت جاهدة على بلوغه فهو حلمها منذ الصغر، وذلك انطلاقا من عشقها لعملها ورغبتها في التميز وفرض الأمن والحفاظ على النظام العام وحماية الأشخاص والممتلكات، وفق ما صرحت به لصحفية « وات ».
نجحت لطيفة الدريدي في اثبات كفاءتها في القيام بواجبها، بعد ان حضيت بالثقة لتقلد منصب هام في وزارة الداخلية يبرز أهمية العنصر النسائي في الأمن التونسي، فتجدها تسارع دون تفكير لنجدة الأرواح البشرية والحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة وضمان سلامة الجميع … يحركها وازع المسؤولية تجاه الناس بالعمل على تقليص نسب الجريمة والعنف والفوضى على امل ان يعم الأمن.
الأمن ركيزة في الحياة وأحد الثوابت التي تبنى عليها المجتمعات وأحد أهم مقومات النمو، فأينما حل الأمن والاستقرار، طاب العيش، وهو ما تسعى لطيفة الدريدي إلى تحقيقه في مهنتها « تامين الامن للمواطن ليستقر وينعم بالسكينة والاستقرار » وفق تعبيرها.
لطيفة الدريدي في العقد الثالث من العمر، قدمت بشهادة المتساكنين، بتقلدها هذا المنصب، الصورة المثلى للمرأة الأمنية في منطقة تعتبر « محافظة »، فلم تنس علامات الدهشة والتعجب التي ترتسم على ملامح المتساكنين ونظرات مستعملي الطريق الذين كانوا يرون أنه مجال حكر على الرجل، فهي واحدة من قليلات اقتحمن هذا المجال.
اعتادت التحرك دون هوادة، فهي في مفترق طريق، على مستوى الطرقات الجهوية والمحلية ، بالمسالك الفلاحية، لا تتردد في الحضور على جناح السرعة كلما تطلب العمل حضورها في برد الشتاء أو في حر الصيف، تعمل بخطى ثابتة، واثقة، متحفزة رغم أن عملها اليومي محفوف بالمخاطر، فخلال تجربة 18 سنة من العمل لا تزال بذات الحماس لإنقاذ الأرواح البشرية والمساهمة في دعم مجهودات التصدي لظاهرة التهريب والتجارة الموازية.
التحقت لطيفة الدريدي بسلك الحرس الوطني سنة 2005 وتم تعيينها كرئيس مركز حرس مرور ميداني في أوت 2022، لتبلغ أولى خطوات طموحها في اختصاص حرس المرور، وهي تسعى على الدوام الى تحقيق شعار حرس المرور « سلامة ونجدة للحفاظ على مستعملي الطريق وتأمين سيرهم بكل أريحية وتسهيل حركة المرور وإنقاذهم في الحوادث » ما يفرض عليها وعلى كافة زملائها سرعة الحضور على الميدان والحرص على حماية المواطنين وانقاذهم، فما زالت بعض التدخلات محفورة في ذاكرتها لما عايشته من وضع إنساني صعب، لكنها تعتبر ان أجمل شيئ هو إنقاذ الأرواح البشرية وحماية الممتلكات الخاصة والعامة، ورؤية فرحة الناس، فهي تؤمن أن العمل في اختصاص حرس المرور « إنساني يستوجب التضحية ».
لم تسلك لطيفة الدريدي الطريق لوحدها بل حضيت بدعم وتشجيع من عائلتها وزوجها الذي كان خير سند لها ومتفهم لطبيعة عملها، وقد رسخت في أبنائها الثلاثة طباع التفهم والدعم اللامحدود فتقول ضاحكة وفخورة في ذات الوقت « يتسابقون في جلب الزي لاكون جاهزة في أسرع وقت ممكن كلما تطلب العمل »، وهو مازادها إصرارا وعزيمة في عملها وجعلها مصرة على أن توفق بين عملها كأمنية وكأم.
كما حضيت بدعم زملائها فكانوا خير سند لها، وهو ما اكده عدد منهم ل « وات » وأجمعوا على أنها مثال للجدية والانضباط والشجاعة في التدخل، واكدوا فخرهم بالعمل معها خاصة أنها أثبتت جدارتها وكفاءتها في هذا المجال الصعب
ترى لطيفة لبدريدي أن المرأة الأمنية أثبتت جدارتها كشريك فاعل جنبا إلى جنب مع الرجل في انجاز المهمات الصعبة التي تطلب منها التفاني والإتقان، وأكدت أنها تتفاعل ايجابيا مع الصعوبات الخارجية التى تعترضها فبها تطمح إلى الأفضل، فحب المهنة يساهم في تجاوز كل الصعوبات، وفق تعبيرها.